تتعلق موضوعات البسملة والاستعاذة في قراءة القرآن الكريم بكثير من الأهمية في الحياة اليومية للمسلمين، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في الطريقة التي يقرأون بها كتاب الله العزيز،تعتبر البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) أحد العبارات الأساسية التي تسبق كل سورة من سور القرآن الكريم، عدا سورة التوبة،لذلك، سنتناول في هذا المقال حكم قول البسملة عند قراءة القرآن، وكيفية الربط بين الاستعاذة والبسملة، بالإضافة إلى شرح فضل القرآن وأحكامه المتعلقة بذلك.
فضل القرآن الكريم
- يعتبر القرآن الكريم هو أطهر كتب السماوات، ويمثل الوسيلة الأخيرة التي أرسلها الله تعالى إلى عباده لهدايتهم،وهو مصدر تشريع وأخلاق، يلزم كل مسلم بتدبر آياته وفهم معانيه.
- يجب على المسلم أن يتأمل ويتفكر في كل كلمة في القرآن، حيث قال علي رضي الله عنه “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (بفتنة).” وهذا يبرز أهمية فهم معاني القرآن والتأمل فيها.
- القرآن الكريم يحوي أخبار الأمم السابقة، ويبين ما حدث من عِبر في الماضي، مما يجعل دراسته ضرورية للحفاظ على القيم والإيمان.
- يعبر القرآن عن الحقائق الكبرى في حياة الإنسان، وهو الصراط المستقيم الذي لا ينحرف،قال الله تعالى “إنَّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم”.
- عندما سمع الجن قراءة القرآن، أقروا بدعوته واعتبروه مصدر هداية وأمان، حيث قالوا “لقد سمعنا قرآنًا عجبًا”.
الاستعاذة والبسملة عند قراءة القرآن
تتمحور أحكام الاستعاذة والبسملة حول كيفية البدء بقراءة القرآن،فعادةً ما يُستحب أن يقول القارئ “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” قبل البدء في القراءة، كما يُقرأ البسملة في بداية كل سورة ما عدا سورة التوبة،ولذلك، من الضروري معرفة هذه الأحكام والتأكد من الالتزام بها.
- يستحب فعل الاستعاذة والبسملة في بداية كل سورة مع مراعاة عدم انقطاع التلاوة،مثلاً عند البدء بقراءة سورة الفاتحة، يُفضل قول الاستعاذة والبسملة معًا.
- إذا انقطعت القراءة بسبب المقداد، فيجب تكرار الاستعاذة، بينما تكفي الاستعاذة الواحدة في كل قراءة متصلة.
- البسملة تُعتبر سنة مؤكدة في بداية السور، باستثناء سورة التوبة، حيث لا تُقرن بها.
- يمكن للقارئ أن يستمر في تلاوة السورة دون بسملة في حال أخذ استراحة بين الصفحات.
طريقة الربط بين البسملة والاستعاذة
يمكن للقارئ أن يربط بين الاستعاذة والبسملة بطرق متعددة، وتتمثل هذه الطرق في
1_ وصل الجامع
- ضم الاستعاذة والبسملة في نفس واحد.
- قطع الاستعاذة ثم دمج البسملة مع الآية الأولى.
- يمكن عرض البسملة في البداية ثم الانتقال إلى الآية الأولى، ويمكن دمج كلا الفعلين في نفس التنفس.
2_ قاطع الجامع
- يمكن قطع الاستعاذة عن البسملة، ثم قطع البسملة عن الآية الأولى.
- هذا يسمح بتوقف القارئ بين الاستعاذة والبسملة وفقًا للمطلوب.
3_ الافتراض
- يرتبط وصل الجامع بربط الآية الأخيرة من السورة السابقة بالبسملة، والبدء مباشرة مع الآية الأولى من السورة الأخيرة بأسرها.
- ويتواكب مع ذلك قطع الآية الأخيرة بالنفس، وهو أمر مرن بالنسبة للقارئ.
حكم البسملة في أول سورة التوبة
فيما يتعلق بسورة التوبة، يجب أن نتذكر أنه لا يوضع بسملة في بداية هذه السورة،وعندما يقرر القارئ أن يتصل بين سورتي الأنفال والتوبة، فعليه اتباع ثلاث خطوات
- يمكن للقارئ الانضمام بين السورتين دون تفريغ النفس.
- أو بإيجاد وقفة قصيرة دون تنفس، ويتبع ذلك التركيز على السورة الجديدة.
- أخيرًا، يمكنه التوقف لأخذ نفس، ثم البدء فورًا بسورة التوبة.
حكم البسملة في وسط السورة
تتعدد آراؤهم حول حكم البسملة في وسط السورة،هناك من يقول إنه يجب البقاء على الاستعاذة دون البسملة عند قراءة وسط السورة،ويعتبر هذا الأمر من الأمور المعروفة للفقهاء،الأمر يتطلب الذكر ورفع الأيدي مرتين.
حكم الجهر بالبسملة في الصلاة
- يعتبر من السنة قراءة البسملة بالصمت أثناء الصلاة، كما هو رأي الكثير من العلماء.
- يؤكد أيضًا الحديث الذي رواه مسلم عن أنس بن مالك، حيث لم يُسمع أحد من خلفاء رسول الله يقرأها بصوتٍ عالٍ.
- أثبت شيخ الإسلام ابن تيمية أن هناك آراء قوية بشأن ذلك، حيث أشار بعض العلماء إلى أنه يعتبر من السنة أن تقال جهاراً أحياناً لأغراض التعليم.
بذلك، نكون قد وضعنا ومضات حول حكم البسملة في وسط السورة، حيث يجب أن يتفهم المسلم أحكام قراءة البسملة المختلفة وما يوصى به في تلاوة القرآن، إضافة إلى التأكيد على أهمية الالتزام بأحكام الصلاة وما تتطلبه من تلطيف ودقة.