في ظل التغيرات الاقتصادية التي يشهدها العالم، يعتبر الذهب أحد أصول الاستثمار الهامة التي تجذب انتباه الكثيرين،تتوقع العديد من المصارف الكبرى، مثل «غولدمان ساكس»، أن يستمر ارتفاع أسعار الذهب حتى عام 2025، مدفوعًا بتدفقات كبيرة إلى صناديق الاستثمار المتداولة وتوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل المصارف المركزية، بما فيها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي،سنقوم في هذا المقال باستعراض التحليلات والتوقعات لتوجهات أسعار الذهب وأثر هذه العوامل عليه في المستقبل.
توقعات أسعار الذهب في المستقبل القريب
تشير التوقعات إلى أن أسعار الذهب ستشهد استمرارًا في الارتفاع، حيث أوضح «غولدمان ساكس» في مذكرة سابقة أنه يوصي بالاستثمار في الذهب على المدى الطويل بسبب تأثير انخفاض أسعار الفائدة العالمي و الطلب من المصارف المركزية،تعد هذه العوامل هيكلية وتساهم في تعزيز حالة التحوط التي يوفرها الذهب ضد المخاطر المالية والجيوسياسية.
الطلب من المصارف المركزية
أوضح المحللون أن الطلب من المصارف المركزية، خاصةً في السوق غير المباشرة بلندن، من شأنه أن يسهم بشكل كبير في ارتفاع سعر الذهب،حيث يمكن أن تسبب الشراءات الكبيرة من المصارف في دفع سعر الذهب إلى حوالي 2900 دولار للأونصة بحلول أوائل عام 2025،على الجانب الآخر، يعزى الارتفاع المتوقع أيضًا إلى تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة التي من المرجح أن تتزايد بعد خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
ارتفاع أسعار الذهب في 2025
حتى الآن، تمكن الذهب من تحقيق ارتفاعات ملحوظة، حيث سجل قدرها 577 دولارًا للأونصة، مما يعكس تزيدًا بأكثر من 28%،تُشير هذه ال إلى أنه في حال استمر هذا الاتجاه، سيصبح الذهب على المسار الصحيح لتحقيق أكبر ارتفاع سنوي منذ عام 2010،وسجل المعدن الثمين مستويات قياسية عدة، منها 2685.42 دولار للأونصة الأسبوع الماضي.
العوامل الاقتصادية والانتخابات الرئاسية الأميركية
تشير التحليلات إلى أن الطلب القوي من الصين والسوق المحلية يساهم في دعم أسعار الذهب،وبالإضافة إلى ذلك، فإن الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة قد تؤثر أيضًا على الأسعار، حيث يتوقع المحللون أن التدفقات من المستثمرين في ظل التقلبات المحتملة قد تدفع نحو تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن.
دورة التيسير النقدي وتوقعات الفيدرالي الأميركي
منذ 18 سبتمبر الماضي، بدأ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي دورة جديدة من التيسير النقدي، حيث تم خفض سعر الفائدة بنصف نقطة مئوية،وبحسب التوقعات، قد يقوم الفيدرالي بخفض إضافي بمقدار 50 نقطة أساس بنهاية العام، مما يعكس التوجه نحو مزيد من التيسير،عادةً، يميل المستثمرون إلى شراء الذهب في بيئة أسعار فائدة منخفضة، مما يعكس دوره كاستثمار مفضل في ظروف اقتصادية غير مستقرة.
في الختام، يستمر الذهب بجذب الانتباه كمعدن نفيس يشكل ملاذًا آمنًا للمستثمرين، ويعتمد مستقبله على العديد من العوامل، بما في ذلك السياسات النقدية والتغيرات الاقتصادية،مع توقُّعات بارتفاع أسعاره، يبقى الذهب أحد الخيارات الاستثمارية البارزة في ظل المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية، مما يجعله موضوعًا يستحق متابعته عن كثب في السنوات القادمة.