تقدم تجربة الأفراد مع الباقيات الصالحات دليلاً واضحًا على تأثير القوة الروحية والعبادات على حياة الإنسان، وتعكس مدى أهمية هذه الأعمال في تعزيز العلاقة بين العبد وربه،إن الباقيات الصالحات تُعتبر من أهم العبادات التي يجب على المسلمين التمسك بها؛ حيث تُسهم في توطيد الإيمان، وتحقق الأمل في الاستجابة للدعاء،سوف نستعرض تجربة شخصية، تُبرز فوائد الباقيات الصالحات ونستعرض بعض المفاهيم المتعلقة بها لتحقيق الفائدة المرجوة للجميع.
تجربتي مع الباقيات الصالحات
أود أن أشارككم تجربتي الملهمة مع الباقيات الصالحات التي يشهد لها الجميع بفضلها العظيم،لقد تزوجت من شخص أحببته بصدق، وكانت حياتنا مليئة بالفرح والسعادة، إلا أن الأمور تغيرت عندما أدركت عدم قدرتي على الإنجاب،بعد مرور عام على زواجنا، شعرت بحاجة ماسة لتكوين أسرة، وبحثت عن الطبيب للتأكد من صحتي،كانت الصدمة عندما أخبرني الطبيب بأنني عقيمة، مما ترك أثرًا عميقًا في نفسي وقلبي.
أثرت هذه النتيجة على حياتي بشكل كبير، فبدأت أعيش في حالة من الحزن واليأس، وفي خضم الأزمات، زادت المشاكل بيني وبين زوجي،شعرت بأنه لا أمل في تحقيقي لطموحاتنا بشأن الإنجاب، مما جعلني أغلق على نفسي بعيدًا عن العالم،عانيت من تلك الحالة لفترة طويلة، حتى قرأت عن فضل الباقيات الصالحات وتأثيرها على حياة المسلم.
بدأت أدرك أهمية الدعاء والتقرب إلى الله بالممارسات الصالحة، فبدأت أردد الأذكار مثل “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”،ساهمت هذه الأذكار في تبديل حالتي النفسية من الاكتئاب إلى الأمل،وداومت على أداء الأعمال الصالحة، وطلب المغفرة من الله، حتى جاء اليوم الذي شعرت فيه بعبء شديد في جسدي، فذهبت إلى الطبيب لإجراء الفحوصات، وكانت المفاجأة أخبرني بأنني حامل.
عادت إليّ مشاعر السعادة، وشكرنا الله على نعمته وكرمه،لقد عشقت تلك اللحظة الفريدة التي أثبتت لي أنه لا يوجد شيء مستحيل مع الله،أفهمت جيدًا أنه لا يوجد حدود لرحمة الله، وأن الباقيات الصالحات كانت الوسيلة التي فتحت لي أبواب الأمل، واستجابة دعائي.
فضل الباقيات الصالحات
تتعدد فضائل الباقيات الصالحات في حياة المسلم، فكلما مارسها وتحدث بها، ينال الحسنات ويزيد من رصيد إيمانه،تأتي الباقيات الصالحات كأفضل الأعمال التي يُقبل بها العبد إلى ربه، ولها دلائل واضحة من الكتاب والسنة، وهي كلمات بسيطة تحمل في طياتها أجورًا عظيمة،إليكم أبرز فوائد الباقيات الصالحات
1- استجابة الدعاء من الله عز وجل
إن الاستمرار على ذكر الباقيات الصالحات هو إحدى أبرز الطرق لاستجابة الدعاء،كما ورد في الحديث النبوي أن المسلم إذا قال “سبحان الله” صادقًا، كانت الملائكة تحث على استجابة دعائه،وهذا يثبت فعالية ذكر الله في تعزيز الروح المعنوية واستجلاب الرزق.
2- الباقيات الصالحات تملأ الميزان بالحسنات
إن ذكر الله والإكثار من الباقيات الصالحات يُثري ميزان الحسنات، فهي شطارة إيمان وشهادة على نية صادقة،يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- إن “الحمد لله تملأ الميزان”،لذا يجب على الجميع الالتزام بهذا الذكر، فهو يساهم في تعزيز مكانتهم في الآخرة.
3- الباقيات الصالحات تُدخِل الجنة وتنجي من عذاب النار
تكون هذه الأذكار دليلاً على النجاة من عذاب النار ودخول الجنة، فهي وسيلة من وسائل رحمة الله، كما جاء في الأحاديث الصحيحة،فإن المسلم الذي يداوم على ذكر الباقيات الصالحات يجد نفسه محصنًا من سوء العاقبة ويأمل في فضل الله.
4- الباقيات الصالحات أحب الذكر إلى الله تعالى
تعتبر الباقيات الصالحات من أحب الأذكار إلى الله،وهي سبيل لتقرب العبد إلى ربه،لذا، فإن المسلم ينبغي عليه الحرص على قولها في كل وقت وحين، لتكون بركة في حياته وباعثًا على القرب من الله.
تتمةً لمدح فضل الذكر، نذكر بعض النقاط الهامة عن الباقيات الصالحات
- كلما قال المسلم “سبحان الله” و”الحمد لله”، كانت الملائكة تستغفر له.
- تغفر كافة الذنوب بإذن الله، مهما كانت عظيمة.
- كل ذكر يزرع شجرة في الجنة تكافئ الصالحين.
- الحديث الشريف يؤكد “أفضل الذكر لا إله إلا الله”.
ما هي الباقيات الصالحات
تُعتبر الباقيات الصالحات أفعالاً وأقوالًا تقرب العبد من الله وتنال رضا رب العالمين،يعتقد معظم العلماء أن الباقيات الصالحات هي الأعمال الدالة على الإيمان، مثل الصلوات الخمس، وأذكار “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.
تتنوع الآراء حول تعريف الباقيات الصالحات، ويُقال أنها تشمل كل ما يرضيه سبحانه وتعالى،سواء كانت أذكار، كما أوضح الأئمة والعلماء، أو تشمل جميع الأعمال الصالحة،يؤكد بذلك العلماء أن اختصار الباقيات الصالحات لا يقلل من فضلها ولا من أعمال البر والطاعة.
إن لم يقتصر الأمر على كونها جوانب عملية فحسب، بل تمتد لتشمل كل ما يسهم في رضوان الله،وقد تم التوصل إلى أربعة آراء مشهورة حول هذا المفهوم
- الأذكار المذكورة سابقًا مثل “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.
- صلوات المسلم الخمس التي تعد من الباقيات الصالحات.
- كل كلام أو ذكر طيب يطهر القلب.
- تشمل جميع الأعمال الصالحة والخيرة.
تظهر هذه الآراء قيمة الذكر وعظمته في حياة المسلم، فكل عمل تهدف منه نية صادقة يمكن أن يُسجل من ضمن الباقيات الصالحات.
بهذا، أكون قد عرضت تجربتي مع الباقيات الصالحات وأهمية المداومة على ذكرها، كما قدمت شرحًا لمفهومها وفوائدها،إنني آمل أن يستفيد الجميع من هذه الأفكار، ويعززوا من إيمانهم من خلال العمل الصالح.