تجربتي في حرق العارض كانت واحدة من أكثر التجارب صعوبة وألماً في حياتي،يعرف الجن العارض بأنه من الأنواع التي تدخل جسم الإنسان نتيجة السحر أو الحسد أو المس،إن التخلص من العارض يتطلب جهداً ووقتا كبيرين، حيث إنه يتسبب في تأثيرات سلبية شديدة على الحالة النفسية والجسدية،سأستعرض في هذا البحث تفاصيل تجربتي في مواجهة هذا الكائن، وكيف عانيت منه والأعراض التي مرت بي، وكذلك الطرق المساعدة للخلاص منه.
تجربتي في حرق العارض
يُعتبر العارض من الأنواع الشريرة للجن التي تستطيع التسلل إلى جسم الإنسان في حال حدوث مس أو تعرضه للسحر، بالإضافة إلى عدم الالتزام بالعبادات والأذكار اليومية،من المهم أن نفهم هذا قبل أن أبدأ بسرد تجربتي في حرق العارض،العارض لا يمكنه مغادرة الجسم إلا بعد تلاشي السبب الذي أدى لدخوله،كانت بداية معاناتي عندما شغلت نفسي بأمور بعيدة عن ذكر الله، كالموسيقى والأفلام، مما زاد من احتمال تعرضي للضرر وذلك بأثر السحر.
بدأت تجربتي الأليمة مادامت السلبية تأخذ شكلها السيئ، حيث تغيرت حياتي بشكل جذري،ساءت حالتي النفسية وازدادت حدة العصبية والقلق والاكتئاب،كنت أفقد تركيزي، وفجأة، تحولت ليالي حياتي الهادئة إلى كوابيس واختفى النوم المريح،الأحلام المزعجة كانت تتكرر وتحرق أعصابي مما جعلني في حالة من عدم الهدوء والراحة.
كنت أشعر كأن هناك شيئًا غريبًا يسكن داخلي ويؤثر على تصرفاتي الغير منضبطة،المواقف العصيبة التي مررت بها جعلتني أشك في نفسي، بل بدأت أصاب بالإغماء بسبب نوبات صرع وتشنجات غير مفهومة،لفترة طويلة، تساءل أهلي عما يحدث لي، إلى أن قررت زوجة أخي استدعاء شيخ لدراستي ومعالجتي، وقد أكد لي أنني مُصابة بتأثير العارض.
في البداية، لم أقبل ما قيل لي، لكن سرعان ما أدركت حقيقة أنني قد سئمت من انغماسي في المحرمات،اعتقدت أنه مجرد مزاح عندما قلت ذات مرة بشكل ساخر “أريد أن أجامع جنّي”،وهذا بالتأكيد ساهم في جلب الشر إلى حياتي،هذه النكتة المتهورة تحولت إلى واقع أليمني.
خلال جلسات العلاج، تأكد الشيخ من أن الشفاء ليس سهلاً، فقد بدأ بحرق العارض من خلال قراءة آيات من القرآن الكريم،بدأت القراءة بآية الكرسي ثم المعوذتين، متبوعاً بأذان الشرعي وسور متعددة من القرآن،العلاجات القرآنية كانت تُجرى في أوقات محددة لضمان أقصى تأثير.
بينما كان الشيخ يقرأ، شعرت بسخونة غريبة تجتاح جسدي، وكأن شيئاً يمنعني من الاستسلام،الأعراض كانت واضحة صرخات وتعرق غزير،كان ذلك بمثابة مؤشرات على احتراق العارض، وكنت بالتزامن مع ذلك أتعلم أهمية الأذكار والتحصينات.
اليوم، أستطيع القول بأن تجربتي في حرق العارض كانت مؤلمة للغاية، لكنها أيضًا كانت درسًا هامًا حول قوة الإيمان وأهمية الالتزام بالطاعة والعبادات لتجنب الانزلاق إلى الظلمات.
أعراض مس العارض
يمكننا أن نستنتج من تجربتي أن المس الشيطاني الذي ينتمي إلى العارض يظهر بمظاهر عديدة،وهذه الأعراض تتضمن التالي
- صدور روائح غير مستحبة من الجسم، لا سيما من أعضاء الجسم الحساسة.
- فقدان الرغبة في القيام بالفرائض، و الانجذاب للشهوات والمعاصي.
- ضياع التركيز وكثرة النسيان نتيجة للحالة النفسية الهشة.
- تغيرات مزاجية شديدة، إذ يميل الشخص إلى العزلة أو العدائية بشكل غير معتاد.
- الشعور بالانقباض والانزعاج عند الاقتراب من القرآن.
- الرغبة في البقاء في الحمام لفترات طويلة.
- الشعور بالصداع المستمر دون وجود أسباب طبية معروفة.
- احترار الجسم بشكل غير مفهوم.
- بكاء متواصل من دون سبب ظاهر.
- نفور من الشريك الحياتي أو من المقربين.
- ارتعاش مستمر في الأطراف، وقد يؤدي ذلك أحيانًا إلى نوبات من الصرع.
هل يمكنني التخلص من العارض أثناء النوم
يمكن التخلص من جن العارض حتى أثناء النوم،إذا كنت ترغب في ذلك، عليك اتباع الخطوات التالية
- ابدأ بالوضوء قبل التوجه إلى السرير.
- اجمع كفيك معًا، اقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين، ثم نفث في كفيك وامسح بهما على جسمك.
- تمدد على جانبك الأيمن مع وضع يدك اليمنى تحت خدك كالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- اقرأ آية الكرسي ونهاية سورة البقرة.
- سبح الله 33 مرة، واحمده 33 مرة، وكبره 33 مرة.
- ثم قل “باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين”.
- قم بتشغيل الرقية الشرعية بجوارك أثناء نومك، ستساعدك هذه الطريقة في الخلاص بإذن الله.
ما هو الفرق بين العارض والقرين
نبين الآن الفرق بين العارض والقرين؛ حيث كلاهما ينتمي لتميمة الجن في حياة الإنسان، ولكن العارض يختص بأن يتسلل إلى الجسم نتيجة السحر أو المس،ومع ذلك، القرين هو كائن ملازم للشخص طوال حياته ولا يخرج منه،القرين لا يتأثر بقراءة القرآن، بل يسعى لإغراء الإنسان للذهاب نحو المعاصي،وللوقاية منه، يجب على الشخص الحفاظ على أفعال طيبة مثل
- تجنب الرفقة السلبية.
- الالتزام بالصلاة في المساجد.
- تجنب مشاهدة الأفلام أو الاستماع إلى الموسيقى المحرمة.
- تمسك بأذكار الصباح والمساء.
إن تجربة حرق العارض كانت مؤلمة لي لكنها علمتني الكثير عن نفسي، ووضعتني في درب التوبة،لقد علمتني أن قوة الإيمان والالتزام يمكن أن تحقق المستحيل، وأن التحصين بالأذكار وقراءة القرآن من أعظم سبل الحماية.