رحيل الشيخ صالح مهدي السامرائي: داعية إسلامي من العراق ترك إرثاً عظيماً في اليابان
في خبر مفاجئ، وُفق الشيخ صالح مهدي السامرائي، الباحث والداعية العراقي المعروف، في المملكة العربية السعودية يوم الجمعة 10 نوفمبر 2024، ليخلف وراءه إرثاً مهماً في مجال الدعوة الإسلامية والعلم الزراعي. يُعد السامرائي أحد أبرز الوجوه الدعوية في شرق آسيا، حيث قام بتأسيس المركز الإسلامي في اليابان وكرس حياته لنشر قيم الإسلام السمحة بين المجتمعات غير الإسلامية. ولقد كانت وفاته صدمة لعدد كبير من محبيه والمجتمعات التي تأثرت بمسيرته التعليمية والدعوية.
من هو الشيخ صالح مهدي السامرائي؟
وُلد الشيخ صالح مهدي السامرائي في عام 1932 في مدينة سامراء العراقية، ونشأ في بيئة علمية ودينية كانت حافزًا له في مسيرته التعليمية والدعوية. درس في العراق ثم سافر إلى باكستان حيث حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الزراعية من جامعة البنجاب عام 1960، ليكمل بعدها دراسته في اليابان. حصل السامرائي على الماجستير والدكتوراه في العلوم الزراعية من جامعة طوكيو، مما جعله واحدًا من العلماء المرموقين في مجال تخصصه.
مسيرة الشيخ العلمية والمهنية
عقب حصوله على شهادة الدكتوراه في اليابان، بدأ الشيخ صالح مهدي السامرائي مسيرته المهنية كأستاذ جامعي. عمل في العديد من المؤسسات التعليمية المرموقة، حيث بدأ بتدريس العلوم الزراعية في جامعة بغداد بين عامي 1966 و1968، ثم انتقل للعمل في المملكة العربية السعودية حيث تولى عدة مناصب أكاديمية، أبرزها تأسيس قسم زراعة المناطق الجافة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1980، والذي يُعد من أهم إنجازاته العلمية.
دور الشيخ السامرائي في نشر الإسلام
حمل الشيخ السامرائي رسالة الإسلام إلى دول شرق آسيا، خاصةً اليابان، حيث عاش هناك لفترة طويلة. في عام 1961، ساهم في تأسيس جمعية الطلبة المسلمين في طوكيو، وفي عام 1974 أسس المركز الإسلامي في اليابان الذي أصبح من أهم المراكز الدعوية في المنطقة. تولى السامرائي إدارة المركز منذ عام 1996 حتى وفاته، وقام بتطويره ليكون منارة ثقافية ودينية للمسلمين في اليابان والمناطق المحيطة.
من خلال هذا المركز، قام الشيخ السامرائي بالعديد من الأنشطة التي تهدف إلى تعزيز فهم الإسلام بين اليابانيين، وقد نجح في بناء علاقات وثيقة مع المجتمع الياباني، مما جعل المركز نموذجًا في نشر الإسلام بروح التسامح والاعتدال.
السبب وراء وفاة الشيخ السامرائي
على الرغم من أن التفاصيل المتعلقة بسبب وفاة الشيخ صالح مهدي السامرائي لم تُكشف بشكل دقيق، إلا أن المصادر أكدت أن وفاته كانت نتيجة لمرض طويل عانى منه في الفترة الأخيرة. وقد نعى العديد من الدعاة والمفكرين والفئات الاجتماعية الشيخ الراحل على منصات التواصل الاجتماعي، معبرين عن حزنهم لفقدان أحد أبرز دعاة الإسلام في العالم الإسلامي وشرق آسيا على وجه الخصوص.
إرث الشيخ صالح مهدي السامرائي
ترك الشيخ صالح السامرائي وراءه إرثًا كبيرًا في مجال الدعوة والتعليم، حيث استطاع أن يكون جسرًا بين الثقافات المختلفة وفتح أبوابًا لفهم أعمق للدين الإسلامي في بيئة غير مسلمة. عمله الدعوي في اليابان شهد العديد من النجاحات التي أسهمت في تعزيز صورة الإسلام في المنطقة. كما كان له دور بارز في تطوير المركز الإسلامي ليصبح مركزًا معرفيًا يساهم في تقديم التعليم وتيسير التواصل بين المسلمين وغيرهم من الجنسيات في اليابان.
المحطات البارزة في مسيرة الشيخ السامرائي
- 1959: حصل على بكالوريوس العلوم الزراعية من جامعة البنجاب، باكستان.
- 1961: ساهم في تأسيس جمعية الطلبة المسلمين في طوكيو.
- 1966: حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في العلوم الزراعية من جامعة طوكيو.
- 1968: بدأ العمل الأكاديمي في جامعة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
- 1974: أسس المركز الإسلامي في اليابان الذي أصبح من أبرز المراكز الدعوية في المنطقة.
- 1980: قام بتأسيس قسم زراعة المناطق الجافة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، السعودية.
الشيخ صالح السامرائي: أيقونة الدعوة والتعليم في اليابان
تعتبر مسيرة الشيخ صالح مهدي السامرائي واحدة من أبرز القصص الناجحة في مجال الدعوة الإسلامية، حيث ترك علامة واضحة في التاريخ الإسلامي. ففي وقت كان المسلمون في اليابان يواجهون تحديات كبيرة في نشر دينهم، استطاع السامرائي أن يضع الأسس لتطوير علاقة وثيقة بين المجتمع الياباني والمسلمين. وأصبح المركز الإسلامي الذي أسسه في طوكيو نقطة انطلاق للعديد من المبادرات التعليمية والدعوية.
الشيخ السامرائي وإرثه في السعودية واليابان
إلى جانب دور السامرائي في اليابان، كانت له بصمة واضحة في المملكة العربية السعودية، حيث عمل أستاذًا في جامعة الرياض ثم أسس قسم زراعة المناطق الجافة في جامعة الملك عبد العزيز. هذه الإنجازات العلمية تعكس اهتمامه الكبير بالعلم وبناء القدرات المحلية، مما جعله أحد الشخصيات العلمية البارزة في العالم العربي. أما في اليابان، فقد أصبح السامرائي رمزًا للتعايش الديني والثقافي بين الشرق والغرب.
التفاعل مع مجتمعات المسلمين في اليابان
من خلال الأنشطة التي نظمها في المركز الإسلامي، استطاع الشيخ السامرائي أن يكون رابطًا بين الجاليات الإسلامية في اليابان والمجتمع المحلي. العديد من المسلمين في اليابان أشاروا إلى أن الشيخ السامرائي كان قدوة لهم في كيفية الحفاظ على هويتهم الإسلامية في بيئة غير مسلمة، مع الالتزام بالقيم الإنسانية المشتركة التي تحترم التنوع الثقافي.
رحيل الشيخ صالح مهدي السامرائي يُعد خسارة كبيرة للمجتمع الدعوي، لا سيما في اليابان ومنطقة شرق آسيا. فقد قدّم هذا الشيخ الراحل الكثير للإسلام، وكان من العلماء الذين مهدوا الطريق لبناء جسور التفاهم بين الثقافات المختلفة. إرثه الدعوي والعلمي سيظل حيًا في الأجيال القادمة، وسيبقى ذكره خالداً في قلوب من تعلموا منه وعملوا معه. عزاؤنا لعائلته ومحبيه، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته.