الحمل والجماع في الأشهر الأولى: كل ما تحتاج معرفته للحفاظ على صحتك وصحة جنينك!

الحمل والجماع في الأشهر الأولى: كل ما تحتاج معرفته للحفاظ على صحتك وصحة جنينك!

الحمل هو مرحلة حساسة في حياة المرأة، حيث يطرأ عليها العديد من التغيرات الجسدية والنفسية التي تؤثر في نمط حياتها بشكل عام وعلاقتها الحميمة بشكل خاص،تواجه النساء الحوامل تساؤلات كثيرة حول إمكانية ممارسة العلاقة الجنسية خلال الأشهر الأولى من الحمل، خاصة في ظل المخاوف من تأثير ذلك على صحة الجنين وعلى صحتهن النفسية،سيتم تناول هذه القضية بشكل موسع، ليساعد الأزواج على فهم الوضع بشكل أفضل وتحقيق التوازن بين المتطلبات الصحية والعاطفية.

الحمل والجماع في الأشهر الأولى

خلال الثلث الأول من الحمل، تكون مستويات هرمون البروجسترون مرتفعة، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق المستمر،العديد من النساء قد يفضلن الاسترخاء والتمدد في السرير، ويقلّل ذلك من رغبتهن في ممارسة العلاقة الحميمة،وفي الوقت نفسه، تتزايد المخاوف حول تأثير الجماع على صحة الجنين، مما يجعل النساء في حالة من القلق والتساؤل حول هذا الموضوع.

بشكل عام، لا يمثل الجماع خلال الأشهر الأولى من الحمل خطرًا على الأم أو الجنين، ويمكن للمرأة ممارسة الأنشطة اليومية كما المعتاد،لذلك، يجب على المرأة أن تتبع شعورها وحالتها النفسية، فإذا كانت تشعر بالراحة والرغبة في ممارسة العلاقة، يمكن أن تفعل ذلك مع الأخذ بعين الاعتبار تجنب أوضاع غير مريحة أو التعرض لاهتزازات قوية، بينما إذا كانت غير راغبة، يمكنها الاستمتاع بأوقات رومانسية أخرى مثل الأحضان والتدليك.

لا ينصح بتجنب الجماع بشكل كامل في الفترة الأولى من الحمل، إذ يمكن أن يقوي العلاقة بين الزوجين، ويعزز من شعور المرأة بالأمان نفسياً،بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الجماع أثناء الحمل على فوائد متعددة، من بينها

1ـ التغلب على الآلام

عند حدوث الحمل، يبدأ الجسم بإنتاج العناصر الغذائية اللازمة لتغذية الجنين، مما يسبب شعورًا بالتعب والإرهاق،وأثناء ممارسة العلاقة الحميمة، يتم إفراز هرمون الأكسيتوسين، الذي يعمل كمسكن طبيعي للآلام، ويساعد المرأة الحامل على الاسترخاء دون الحاجة لأدوية.

2ـ النوم بشكل أفضل

تساهم العلاقة الحميمة في تحسين نوعية النوم لدى المرأة الحامل، حيث تساعدها على تقليل التوتر والشعور بالراحة، مما يساعدها على الحصول على قسط وافر من النوم،كما أن الحركات الناتجة عن الجماع قد تساعد الجنين أيضًا على النوم بشكل أفضل.

3ـ بديل رائع للرياضة

مع عدم قدرة الحامل على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، تأتي العلاقة الحميمة كبديل جيد، حيث تساهم في معدل حرق السعرات وتحقيق المتعة في وقت واحد.

4ـ سهولة الوصول لهزة الجماع

بفضل تدفق الدم أثناء الحمل، يصبح من السهل على النساء الوصول للنشوة الجنسية، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن بعض النساء لم يكن يصلن إلى هزة الجماع إلا خلال الأشهر الأولى من الحمل.

5ـ خفض ضغط الدم

يساهم الحمل بشكل عام في انخفاض ضغط الدم لدى النساء، وتساعد العلاقة الحميمة على تحقيق هذا الهدف بينما توفر الاحساس بالهدوء والاسترخاء من دون الحاجة للعقاقير التي قد تؤثر سلبًا على صحة الجنين.

متى يجب تجنب العلاقة الحميمة أثناء الأشهر الأولى

رغم الفوائد العديدة للجماع، هناك بعض الحالات التي يتوجب فيها تجنبه، ومن الضروري هنا استشارة الطبيب المختص،تشمل هذه الحالات

  • إذا تعرضت المرأة للإجهاض في حمل سابق، فينصح بتجنب الجماع خاصة في الفترة المشابهة لنزول دم الحيض.
  • إذا كانت هناك نزيف مهبلي متكرر أو انقباضات رحمية بعد الجماع.
  • إذا شعرت المرأة بالتعب الشديد أو الغثيان المستمر.
  • إذا كان الزوج مصابًا بأمراض مثل الهربس أو التهاب الكبد، لتجنب انتقال العدوى للجنين.
  • إذا كان الحمل في توأم، فقد تتعرض المرأة لمخاطر أكبر للإجهاض.
  • إذا كانت المرأة تعاني من ضعف في بطانة الرحم أو عدم قوة عنق الرحم.

هذه المعلومات تساعد الأزواج في اتخاذ قرارات مستنيرة مبنية على أساس صحي وإيجابي يمكنهم اتباعه خلال هذه المرحلة الحساسة.

أوضاع حميمة آمنة في الأشهر الأولى

يمكن العثور على العديد من الأوضاع الجنسية المريحة والمناسبة للحوامل خلال الأشهر الأولى، ومنها

1ـ وضعية حافة السرير

تعتبر هذه الوضعية مثالية، حيث لا تضغط على بطن المرأة،حيث تستلقي الزوجة على السرير مع وضع منطقة الحوض على الحافة، ويقف الزوج خلفها لإتمام الاتصال الجنسي، مما يتيح حرية الحركة للطرفين.

2ـ وضعية الوسادة

في هذه الوضعية، تستلقي المرأة على السرير مع وضع وسادة تحت مؤخرة جسمها، مما يمنحها الدعم اللازم، ويمكن للزوج أن يقف أو يتكئ أثناء عملية الاتصال الجنسي، ما يوفر تجربة مريحة للجميع.

3ـ وضعية الكوبري

تجلس المرأة على حافة السرير مع وضع وسائد خلفها، بينما الزوج يقف أمامها، مما يسهل الوصول لنقطة الجي سبوت،تعزز هذه الوضعية من التحكم في مستوى الراحة.

4ـ وضعية الفارسة

تعتبر هذه الوضعية مفضلة للنساء، حيث يتحكمون فيها بشكل أكبر،الزوج يستلقي على ظهره مع وضع وسادة لتوفير الراحة، بينما الزوجة تصعد للأعلى، مما يمنحهم كلاهما فرصة لتحقيق المتعة مع الحفاظ على سلامة الجنين.

بالمجمل، فإن الفهم العميق للاحتياجات والمتطلبات خلال فترة الحمل يمكن أن يقوي العلاقة بين الزوجين، كما يمكن أن يُشعر المرأة بالأمان والدعم النفسي المطلوب، مما يسهم في تجربة حمل أكثر سلاسة وراحة.