توفي النجم الجزائري الكبير رشيد مخلوفي، والذي يُعتبر من أبرز أساطير كرة القدم الجزائرية، في 8 نوفمبر 2025 عن عمر يناهز 88 عامًا،هذه الخسارة تركت أثرًا عميقًا في قلوب عشاق الكرة الجزائرية والعربية،عانى مخلوفي في الفترة الأخيرة من مشاكل صحية ترتبط بتقدم العمر، ورغم ذلك، سيظل اسمه خالداً في ذاكرة الرياضة، نظرًا للإنجازات العديدة التي حققها كلاعب ومدرب، والتي وضعت بصمته في تاريخ كرة القدم الجزائرية.
رشيد مخلوفي ليس مجرد لاعب عادي؛ بل هو رمز تاريخي للرياضة الجزائرية، حيث قدّم مساهمات كبيرة أثناء مسيرته الكروية،ومن خلال دراسته الحياتية، سنستعرض بداياته، مسيرته مع المنتخب، ومساهماته كمدرب، بالإضافة إلى الإرث الذي تركه وتأثيره الكبير على الأجيال القادمة.
بدايته الكروية
وُلد رشيد مخلوفي في 12 أغسطس 1936 في مدينة سطيف، الجزائر، حيث بدأ مسيرته الكروية في صفوف فريق اتحاد سطيف خلال الخمسينات،منذ شبابه، برزت موهبته الفريدة، مما أفسح الطريق أمامه للانتقال إلى نادي سانت إتيان الفرنسي في بداية الستينات،في سانت إتيان، أصبح اللاعب محوريًا وساهم بشكل كبير في إنجازات النادي، حيث سجل 151 هدفًا في مختلف البطولات، مما جعله يحتل المركز الثاني كأفضل هداف في تاريخ النادي خلف هيرفي ريفيلي.
مسيرته مع المنتخب الجزائري
تألق رشيد مخلوفي كان واضحًا أيضًا مع منتخب جبهة التحرير الوطني الجزائري الذي تم تشكيله لدعم الثورة الجزائرية خلال الخمسينات،بينما كان لديه فرصة للانضمام إلى المنتخب الفرنسي في كأس العالم 1958، اختار الانضمام إلى منتخب جبهة التحرير، مما شكل منعطفًا هامًا في مسيرته وفي تاريخ الرياضة الجزائرية.
مسيرته التدريبية
بعد اعتزاله كلاعب، دخل مخلوفي مجال التدريب، حيث أشرف على قيادة المنتخب الجزائري في عدة بطولات،حقق الفريق تحت قيادته إنجازات ملحوظة، من بينها الفوز بذهبيتين في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1975 والألعاب الإفريقية عام 1978،كما كان جزءًا من الطاقم التدريبي للمنتخب في كأس العالم 1982 بإسبانيا، حيث قدم الفريق أداءً مشرفاً.
سبب الوفاة
عانى رشيد مخلوفي مؤخرًا من تدهور في صحته نتيجة لمرض الشيخوخة،ورغم تلقيه العناية الطبية، توفي في 8 نوفمبر 2025 بعد فترة وجيزة من المعاناة،رحيله أوجد فراغًا كبيرًا في قلوب محبيه وكل من عاصر مسيرته.
إرثه الرياضي
يُعتبر رشيد مخلوفي من أبرز الأسماء في تاريخ كرة القدم الجزائرية،إرثه الرياضي يُعتبر غنيًا، سواء مع منتخب جبهة التحرير الوطني أو مع المنتخب الجزائري، حيث ستظل إنجازاته مُتذكرة لفترة طويلة،كما أن نادي سانت إتيان يفتخر بأنه أحد الأندية التي لعب فيها، مما يعزز من أهمية رحلته الكروية.
إن رحيل رشيد مخلوفي يمثل نهاية فصل من فصول تاريخ الرياضة الجزائرية، ولكن إرثه سيعيش في قلوب عشاق الرياضة للأبد،سيتذكر الجميع إنجازاته وتضحياته، مما يؤكد أن العقول النيرة تعيش طويلاً في ذاكرة الأمة.