في ظل تزايد الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، أعلنت Google عن إطلاق مبادرة مبتكرة تستهدف تعزيز المهارات والمعرفة في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تهدف هذه المبادرة، التي تُعد الأضخم من نوعها، إلى تمكين الأفراد والمجتمعات عبر توفير تمويل للأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتطوير منتجات تُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية. من خلال هذا الابتكار، تأمل Google في إعداد جيل قادر على المنافسة في عالم تكنولوجي متغير.
أفادت Google.org، الجناح الخيري لشركة Google، أنها ستستثمر 15 مليون دولار بين عام 2023 ونهاية 2027، لإتاحة فوائد الذكاء الاصطناعي للجميع. تشير الأبحاث إلى الحاجة الماسة لرفع مستوى الوعي حول التقنيات الرقمية لمساعدة الأفراد في التكيف مع بيئات العمل الحديثة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. واستناداً إلى تقرير Economist Impact، يُتوقَّع أن يبلغ التأثير الاقتصادي للذكاء الاصطناعي في هذه المنطقة حوالي 320 مليار دولار بحلول عام 2030.
تتزامن “مبادرة فرص الذكاء الاصطناعي” مع التزام Google المستمر تجاه المنطقة، حيث درّبت بالفعل 3 ملايين شخص على المهارات الرقمية الأساسية منذ عام 2018، والهدف الآن هو تمكين 500,000 فرد خلال أول عامين. ستركز المبادرة على تطوير المهارات ودعم الأبحاث، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية التكنولوجية.
ستقوم Google بتوفير موارد تعليمية جديدة حول الذكاء الاصطناعي والأمان الرقمي لجميع فئات المجتمع. كما سيتم إطلاق منهج تدريبي باللغة العربية ضمن برنامج “مهارات من Google”، الذي سيوفر المهارات الأساسية مثل هندسة التعلم. بالإضافة إلى ذلك، ستتعاون Google مع منظمات عالمية مثل Village Capital لتزويد المجتمعات بالمعارف الضرورية.
أيضاً، تم توفير برنامج Experience AI الذي يهدف إلى تعزيز تعليم الذكاء الاصطناعي المسؤول، حيث سيتدرب مدرّسون على تقديم التعليم للطلاب بين 11 و14 عاماً في عدة دول. Google تستثمر أكثر من 400 مليون دولار منذ عام 2005 لدعم الأبحاث الأكاديمية، وستعزز هذه الاستثمارات في مجالات متنوعة مثل الرعاية الصحية وتغير المناخ.
تدشين أداة Gemini من Google المتخصصة في الذكاء الاصطناعي التوليدي باللغة العربية يعكس جهودها لتعزيز الفهم واستخدام التطبيقات الذكية. وقد صرحت روث بورات، الرئيسة التنفيذية للاستثمار في Google، بأن هذه المبادرة تسعى لتجهيز الأفراد بالمهارات اللازمة لمواجهة التحديات الرقمية، مشيرة إلى أهمية التعاون مع الجامعات والمنظمات غير الربحية في هذا المجال.
ختامًا، يأتي إطلاق هذه المبادرات في وقت يتزايد فيه الاهتمام بالذكاء الاصطناعي، مما يؤكد على التزام Google بتطوير المهارات الأساسية وتعزيز الشمول الرقمي في المنطقة. استكشاف إمكانيات الموارد الرقمية وتوفير فرص التعلم يعد نقطة تحول نحو مستقبل يساهم فيه الجميع، مما يدفع عجلة الاقتصاد المحلي ويعزز قدرتهم على المنافسة في عالم سريع التغير. سنشهد معًا تغييرات إيجابية ملموسة بفضل هذه المبادرة الطموحة.