الخرف يمثل مجموعة من الحالات العصبية التي تؤدي إلى تدهور الوظائف العقلية، بما في ذلك فقدان الذاكرة وصعوبات الإدراك والتغيرات السلوكية،تشير الأبحاث العلمية إلى أن ممارسة التمارين الرياضية تعتبر وسيلة فعالة للحد من خطر الإصابة بالخرف،عبر مختلف الدراسات، تم تسليط الضوء على الفوائد المتعددة للنشاط البدني وتأثيره الإيجابي على صحة الدماغ، مما يفتح أفقًا جديدًا في استراتيجيات الوقاية والعلاج من هذه الحالات.
دراسة جديدة تربط بين النشاط البدني والوقاية من الخرف
أجرت جامعة الأنديز في كولومبيا دراسة طويلة الأمد شملت أكثر من 10 آلاف مشارك في الخمسينات من العمر وتمت متابعتهم على مدى 16 عامًا،أظهرت النتائج أن الأفراد الذين يمارسون الرياضة بانتظام كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 10% بحلول السبعينات من العمر، بالمقارنة مع أولئك الذين لا يمارسون أي نشاط بدني،أضاف الباحث البريطاني الدكتور غاري أودونوفان، الذي قاد هذه الدراسة، أن ممارسة التمارين مرة أو مرتين في الأسبوع تكفي لخفض مستوى المخاطر بشكل ملحوظ.
فوائد التمارين الهوائية ساعة إلى ساعتين أسبوعيًا
تساهم التمارين الهوائية، مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات، في تعزيز الصحة العامة وتقلل من خطر الإصابة بالخرف،توصي الخبراء بممارسة هذه التمارين لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة في الأسبوع لتحقيق الفوائد الوقائية اللازمة.
اليوغا والبيلاتس تمارين تحمي من التوتر والخرف
تعتبر اليوغا والبيلاتس وأيضًا رياضة “التاي تشي” من الوسائل الفعالة للتقليل من التوتر وتعزيز الصحة النفسية، خاصةً بين النساء،وفقًا لدراسة أجريت عام 2025، فإن ممارسة اليوغا لمدة 12 أسبوعًا تساهم في حماية المادة الرمادية في الدماغ من التدهور.
المشي 4000 خطوة يوميًا أبسط طرق الوقاية
تشير دراسات عدة، بما فيها دراسة من كلية لندن للاقتصاد، إلى أن المشي بمعدل 4000 خطوة يوميًا يمكن أن يساهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 25%، مع إمكانية هذا التأثير إلى حوالي 50% عند تحقيق 10 آلاف خطوة يوميًا.
رفع الأثقال وتأثيره الإيجابي على الدماغ
تمارين القوة، مثل رفع الأثقال، تلعب دورًا مهماً في تحسين الوظائف الإدراكية والذاكرة،وفقًا لدراسة من جامعة سيدني، فإن ممارسة هذه التمارين مرتين أسبوعيًا يمكن أن تسهم بشكل كبير في الحد من تنكس المناطق الدماغية المرتبطة بالخرف.
ختامًا، تؤكد الأبحاث المتزايدة أهمية النشاط البدني في الوقاية من الخرف،تتعدد الفوائد التي يجنيها الأفراد من ممارسة الرياضة بانتظام، سواء من خلال التمارين الهوائية أو تمارين القوة أو الأنشطة الأكثر هدوءًا مثل اليوغا،من الواضح أن دمج هذه الأنشطة في نمط الحياة اليومي يمكن أن يكون له تأثير ملموس على صحة الدماغ ويعزز جودة الحياة في الشيخوخة،لذلك، ينبغي على الأفراد جميعًا التفكير في إدخال النشاط البدني كجزء أساسي من روتينهم اليومي للمحافظة على وظائفهم العقلية والجسدية.