تعتبر مسألة الطهارة والحيض من الأمور الهامة التي تلامس حياة المرأة المسلمة اليومية،فمع اقتراب موعد الحيض أو في حال حدوث أي نزيف غير طبيعي، قد تتساءل النساء عن مدى تأثير ذلك على عبادتهن، وخاصة الصلاة،لذلك من المهم التوجه إلى الأحكام الشرعية التي تفسر هذه الحالات بشكل دقيق، والتمييز بين الحيض والاستحاضة،سنعرض في هذا المقال التفصيلات المتعلقة بكيفية التعامل مع حالة ظهور الدم أثناء الصلاة، وما ينبغي فعله عند حدوث ذلك، لضمان تأدية العبادات بالشكل الصحيح.
إذا مسحت بالمنديل يطلع دم هل أصلي
يجب على المرأة أن تكون حريصة على مسح منطقة المهبل من الخارج للتأكد من عدم وجود أي دماء،فإن ظهر الدم في فترة الحيض المعتادة، فهذا يشير إلى كون المرأة حائضًا،وفي هذه الحالة، يحرم عليها الصلاة والصيام حتى بعد انتهاء فترة الحيض إذا استمرت في ملاحظة حتى ظهور علامات الطهارة،لذا، فإن الإجابة على سؤال “إذا مسحت بالمنديل يطلع دم هل أصلي” هي لا، كما جاء في مذهب الإمام الشافعي وابن حنبل.
يحرص الدين الإسلامي على تيسير الأمور على المرأة، فقد أسقط عنها بعض الفروض الأساسية كالصلاة والصيام في تلك الأوقات،لذلك، ينبغي على المرأة أن تتحقق من علامات الطهارة بدقة قبل العودة لأداء العبادات.
هل نزول الدم في غير موعد الحيض يبطل الصلاة
من الضروري التمييز بين دم الحيض ودم الاستحاضة،فالحيض هو دم غير طاهر يخرج من رحم المرأة نتيجة عدم تلقيح البويضة، وبما أن هذه الفترة تحتمل أن تسقط المرأة بعضًا من أركان الإسلام، مثل الصيام والصلاة، فإن الدم الذي يظهر في فترة الحيض يعد دمًا غير مقبول في الصلاة.
أما بالنسبة لدم الاستحاضة، فهو دم طبيعي يخرج في غير موعد الدورة الشهرية،ووفقًا لما قررته دار الإفتاء، فإن الاستحاضة لا تمنع المرأة من أداء الصلاة والصيام، بل يمكنها مواصلة عبادتها في هذا الوقت.
إذا مسحت بالمنديل وطلع دم بني هل أصلي
توجد بعض الحالات التي تلاحظ فيها النساء نزول دم بني بعد انتهاء موعد الدورة الشهرية، وهنا يطرح السؤال عما إذا كانت هذه الحالة تعيق الصلاة،وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم “جاءت فاطمة بنت أبي حبش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر، أأدعه الصلاة فقال النبي لا، إنما ذلك عرق، وليس بحيض، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي.” وهذا الحديث يوضح أنه إذا كانت النقط الدموية بعد الحيض ليست بصفات دم الحيض، فلا يحرم الصلاة.
لذا، يتوجب على المرأة أن تتأكد من طبيعة الدم، فإذا كان له مواصفات دم الدورة الشهرية فمن الأفضل أن تترك الصلاة حتى الكشف عنه بشكل واضح.
هل نزول القليل من الدم يعتبر حيض
تهتم بعض النساء بمعرفة مدى تأثير نزول القليل من الدم على كونها حائضًا،فبعضهن قد تواجه مشكلة قلة دم الدورة الشهرية وقد تستمر الدورة ليومين فقط، ما يجعل العديد منهن متساءلات،يجب التنبيه أن الدم القليل ليس دائمًا علامة على الطهارة،بل هنا يجب على المرأة ان تتحقق من طبيعة الدم، من خلال اللون والرائحة، إذ أن دم الدورة يكون غامق وثخين في حين أن دم الاستحاضة يكون أخف.
آراء العلماء في الصلاة عند الدم للمرأة
قرأ العلماء العديد من الآراء حول موضوع “إذا مسحت بالمنديل يطلع دم هل أصلي”،حيث أن الدم في هذه الحالة قد يكون مشكوكًا فيه،والصلاة فريضة واجبة على كل مسلم، ويجب على المرأة أن تكون حذرة في التعامل مع هذه الحالات،ومن الآراء المتعددة للعلماء، نجد أن
1- ابن عثيمين
يرى ابن عثيمين أنه إذا نزل دم قبل موعد الدورة الشهرية وقطع لاحقًا، يجب على المرأة أن تعتبر ذلك دم الدورة الشهرية، خاصة إذا ظهرت عليه أعراض الحيض،وعليها الالتزام بالأحكام الشرعية.
2- عبد الله ابن جبرين
بينما كان رد ابن جبرين يعبر عن رأي أن الدم الذي يخرج قد يكون مجرد دم فاسد، ولا يجب على المرأة أن تترك الصلاة، بل يجب عليها أن تواصل الصلاة بعد الوضوء، ما لم يتكرر نزول الدم.
أسباب وجود دم في المهبل وعدم نزوله
قد تعاني النساء في بعض الأوقات من وجود دم لا ينزل، وقد يكون له عدة أسباب،من أهم هذه الأسباب هو وجود تكيسات على المبيض، وهو ما يستدعي في بعض الأحيان زيارة الطبيب لمعاينة الحالة،كذلك، قد تكون الالتهابات المهبلية أحد الأسباب الشائعة حيث تسبب شعور بالألم وظهور إفرازات دموية بعد انتهاء الدورة.
كما لوحظ أن وسائل الحمل قد تؤثر في ظهور دم بعد الحيض، حتى مع كونها وسائل آمنة،الإسلام أيضًا حث على مراعاة شؤون النساء في هذه الفترات؛ لذا إذا كانت المرأة تعاني من النزيف، فمن الأفضل أن تسأل أهل العلم.
في النهاية، يظل المسلم ملزمًا بالتحقق من حالات الدم بدقة وفهم الأحكام المتعلقة بها حتى يتمكن من أداء العبادات بشكل صحيح،التشاور مع الأئمة والمشايخ يساعد في التخلص من الحيرة والتوتر المترتب على هذه الأمور المهمة.