سُكر الحمل هو أحد المخاطر الصحية التي قد تواجه النساء طوال فترة الحمل، وتتسم بالأهمية الكبيرة في التعرف عليها في مختلف مراحله، خاصة في الشهر الثامن حيث تشتد الأعراض بشكل قد يؤثر على صحة الأم والجنين،سوف نستعرض في هذا المقال تفاصيل حول سكر الحمل، أعراضه، معدلاته الطبيعية، أسبابه، وأحدث طرق علاجه، كما ننقاش مضاعفاته المحتملة ومدى تأثيرها على صحة الأم والطفل،تتناول هذه المعلومات أهمية المتابعة الصحية للنساء الحوامل للتقليل من إمكانية تعرضهن لمثل هذه المخاطر.
ما هو سكر الحمل
- يعد سكر الحمل نوعاً من مرض السكر الذي قد تصاب به المرأة خلال أشهر الحمل، مما يؤدي إلى تقليل قدرة الجسم على حرق السكريات، مما يفضي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- يعتمد البنكرياس في تنظيم معدل السكر في الدم على إنتاج هرمون الأنسولين،وعند حدوث الحمل، يحتاج البنكرياس إلى إنتاج كمية أكبر من الأنسولين لتلبية احتياجات الأم والجنين.
- إذا لم يتمكن البنكرياس من انتاج الأنسولين بالكميات المطلوبة، فإن ذلك يؤدي إلى معدل السكر في الدم ويزيد من احتمالية الإصابة بسكر الحمل.
أعراض سكر الحمل في الشهر الثامن
تبدأ أعراض سكر الحمل بالظهور بشكل ملحوظ في الشهر الثامن، لذا يجب على النساء الحوامل التعرف على هذه الأعراض،إذ يتشابه معظمها مع أعراض الحمل العادي، مما يستوجب متابعة الحالة الصحية،تشمل الأعراض ما يلي
- إحساس بالعطش الشديد والرغبة في شرب الماء بشكل متزايد.
- ملحوظة في عدد مرات التبول.
- فقدان الوزن بشكل كبير على الرغم من الشهية.
- الإجهاد والتعب العام.
- غثيان وتقيؤ متكرر.
- التعرض لعدوى المهبل والتهابات جلدية متكررة.
- الرؤية الضبابية، خصوصاً في الليل.
- دوخة أو إغماء مفاجئ.
- ألم في المعدة.
- إحساس بالرجفة في الأطراف.
- ألم حاد في الرأس.
- فقدان التركيز.
- انتفاخ البطن نتيجة احتباس البول والماء.
ما هو المعدل الطبيعي للسكر عند الحامل
في العديد من الحالات، قد يكون سكر الحمل مجرد عرض مؤقت وقد يستمر حتى ما بعد الحمل، وغالبًا ما تظهر إصابة الحامل به في الشهر الثالث أو قبله،ويجب أن نلاحظ المعدلات الطبيعية للسكر كما يلي
- عند إجراء اختبار السكر للحامل في حالة صيام، يجب أن تكون النتيجة أقل من 96 ملغ/ديسيلتر.
- بعد تناول الطعام بساعة، يجب أن تبقى النتيجة أقل من 140 ملغ/ديسيلتر.
- وبعد مرور ساعتين على تناول الطعام، يجب أن تكون النسبة أقل من 120 ملغ/ديسيلتر.
أسباب الإصابة بسكر الحمل
- يعود السبب في الإصابة بسكر الحمل إلى ضعف قدرة الحامل على تحمل الجلوكوز بسبب التغيرات الهرمونية الناتجة عن الحمل، مما يزيد من مستويات السكر في الدم.
- المشيمة تطلق هرمونات تؤثر على وظيفة الأنسولين، ومع مرور الأشهر تتضخم هذه التأثيرات مما يزيد من فرص الإصابة بسكر الحمل.
عوامل خطر الإصابة بسكري الحمل
توجد عدة عوامل تزيد من احتمالية إصابة المرأة بسكر الحمل، ومن ضمنها
- الوزن قبل الحمل.
- وجود مستوى من السكر في البول.
- حمل سوائل زائدة في الحمل السابق.
- ضعف تحمل الجلوكوز.
- إنجاب طفل سابق يزيد وزنه عن 4.5 كجم.
- تاريخ عائلي للإصابة بالسكري.
- إنجاب طفل ميت سابقاً.
- تاريخ إصابة بسكر الحمل في الحمل السابق.
- عمر الحامل يزيد عن 25 عاماً.
مضاعفات سكر الحمل على الحامل
يمثل سكر الحمل خطرًا على صحة الأم، مما يعرضها لمضاعفات صحية جدية، بما في ذلك
- ضغط الدم، التي قد تؤدي إلى حالة تسمم الحمل، والتي تشكل تهديدًا لحياة الأم والجنين.
- احتمالية الإصابة بمرض السكري في الحمل التالي، ومع تقدم العمر قد تصاب الأم بالنوع الثاني من مرض السكري.
مضاعفات سكر الحمل على الجنين
معظم النساء المصابات بسكر الحمل يلدن أطفالاً أصحاء، لكن عدم التحكم في السكر قد يؤدي لمضاعفات للجنين، مثل
1_ الوزن الزائد
- عندما لا تتم السيطرة على سكر الحمل، يرتفع مستوى الجلوكوز في دم الجنين، مما يحفز البنكرياس لديه لإنتاج المزيد من الأنسولين، مما يزيد وزنه.
- تشير الإحصائيات إلى أن وزن الجنين قد يصل إلى 4.1 كجم، مما يتطلب الولادة القيصرية أحيانًا.
2_ الولادة المبكرة
قد تؤدي مشكلات سكر الحمل إلى ولادة مبكرة، مما قد يؤثر على الجهاز التنفسي للجنين، حيث يحتاج الأطفال المبتسرين إلى مساعدة في التنفس.
3_ انخفاض معدل السكر بالدم
بعد الولادة، قد يعاني الجنين من انخفاض مستوى السكر في الدم، مما يلزمه بالرعاية الطبية لتجنّب النوبات.
4_ مرض السكر النوع الـ2 والسمنة
الأطفال الناتجين عن أمهات مصابات بسكر الحمل يواجهون خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري والسمنة، مما يتطلب متابعة طبية مستمرة.
5_ اضطرابات الكهارل
بعض حديثي الولادة قد يصابون بنقص في مستويات الكالسيوم والماغنسيوم، مما ينجم عنه تقلبات في صحة الطفل ونموه.
6_ التشوهات الخلقية
يمكن أن تؤدي حالات سكر الحمل غير المعالجة إلى حدوث تشوهات خلقية لدى الجنين.
7_ وفاة الجنين
إذا لم يتم علاج سكر الحمل، تزداد احتمالية وفاة الجنين قبل أو بعد الولادة، رغم أن حالات كهذه نادرة بفضل الرعاية الطبية الجيدة.
تشخيص سكر الحمل
يحدث سكر الحمل غالبًا في الشهر الثالث، لذا من المهم إجراء اختبارات في المراحل الأولى للمساعد على التشخيص السليم
- إجراء اختبار سكر الحمل في الشهور الأولى، وخاصة لدى النساء المعرضات للخطر.
- تكرار الاختبار في الشهر الثامن، بغض النظر عن النتائج السابقة.
- يعتمد الاختبار على شرب محلول سكر، يتم قياس مستوى السكر بعد 30-60 دقيقة.
- إذا كانت النتائج غير طبيعية، يجب البدء في العلاج.
علاج سكر الحمل
للتعامل بفعالية مع أعراض سكر الحمل في الشهر الثامن، يجب على الحامل تنفيذ الخطوات التالية
1_ فحص الجنين
- يستعين الطبيب بأشعة التصوير لفحص البيئة المحيطة بالجنين.
- يتم مراقبة معدل ضربات قلب الجنين لضمان صحته.
2_ مراقبة نسبة السكر داخل الدم
يتم قياس نسبة السكر عدة مرات يوميًا لتقييم الحالة.
3_ المشي على أسلوب غذائي صحي ومتوازن
- تناول ثلاث وجبات رئيسية ووجبات خفيفة.
- يجب الحفاظ على نسبة عالية من الألياف وتقليل الدهون.
- شرب الماء بكثرة.
4_ ممارسة الرياضة
- ضرورة ممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على صحة الجسم.
5_ الدواء
إذا لم تنجح الخطوات السابقة، يمكن أن تكون حقن الأنسولين هي الخيار الطبي المناسب للتحكم في السكر.
نصائح غذائية هامة للحامل المصابة بالسكر
يمكن للحامل المصابة بسكر الحمل اتباع نصائح غذائية لتحسين صحتها، من بينها
- تناول الفواكه والخضروات بشكل يومي مع تجنب الأنواع عالية السكر.
- ضرورة تناول بروتين مكافئ واستبدال اللحوم الحمراء باللحوم البيضاء.
- شرب الحليب أو الزبادي لتعزيز نظامها الغذائي.
- تناول أطعمة خفيفة للتحكم في مستويات السكر عند الحاجة.
- الألياف الطبيعية في النظام الغذائي.
ختامًا، يُعتبر سكر الحمل حالة طبية هامة يجب التعامل معها بجدية، حيث تؤثر بشكل كبير على صحة الأم وطفلها،العناية المستمرة وفهم الأعراض والمضاعفات المحتملة هي الطريق لضمان ولادة آمنة وصحية،من المهم التثقيف حول سكر الحمل واتباع أسلوب حياة صحي لتقليل المخاطر.