ترك حبوب منع الحمل يعد قرارًا مهمًا يحمل تبعات جسدية ونفسية متفاوتة،يختلف تأثير هذا القرار من امرأة لأخرى، حيث تتأثر كل سيدة بفترة استخدامها للحبوب وآلية استجابة جسمها،بعد التوقف عن تناول هذه الحبوب، قد تظهر مجموعة من الأعراض نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث داخل الجسم، مما يثير تساؤلات حول كيفية التعامل مع هذه الأعراض وكيف تؤثر على الصحة العامة،وفي هذا المقال، سنستعرض كافة الأعراض التي قد تتعرض لها النساء بعد إنهاء استخدام حبوب منع الحمل.
أعراض الجسم بعد ترك حبوب منع الحمل
تظهر بعض الأعراض بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل، وهذه الأعراض تتضمن اضطرابات في الدورة الشهرية، وتغيير في الوزن، وحدوث الحمل، وسنقوم بالتفصيل في النقاط التالية لتوضيح هذه الأعراض المختلفة.
أولًا انخفاض الوزن
تعاني العديد من النساء من الوزن خلال فترة تناول حبوب منع الحمل، خاصة الحبوب التي تعتمد على البروجسترون،إلا أنه بعد التوقف عن تناول الحبوب، قد تلاحظ المرأة تناقصًا ملحوظًا في وزنها، مما يشير إلى عودة جسمها إلى حالته الطبيعية بدون تأثيرات الهرمونات الصناعية.
ثانيًا عودة متلازمة ما قبل الدورة الشهرية
تُعرف متلازمة ما قبل الدورة الشهرية بمجموعة من الأعراض المزعجة، مثل التقلبات المزاجية والصداع والتقلصات، وقد يؤدي التوقف عن تناول حبوب منع الحمل إلى عودة هذه الأعراض بقوة، خاصة إذا كانت قد تم علاجها سابقًا باستخدامها.
ثالثًا حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية
من الشائع أن تعاني المرأة من اضطرابات في الدورة الشهرية بعد ترك حبوب منع الحمل،قد تستمر هذه الاضطرابات لأشهر، مما قد يتطلب استشارة طبية في حالة استمرارها لأكثر من ثلاث أشهر،يعود الجسم إلى توازن الهرمونات، مما يؤدي في الكثير من الحالات إلى حدوث تغيرات في شدة ومدة نزيف الدورة الشهرية.
رابعًا نزيف الدورة الشهرية
غالبًا ما تزداد شدة النزيف بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل، وهو ما قد يترافق مع آلام شديدة خلال فترة الطمث،قد تشعر بعض النساء بعودة أعراض الدورة الشهرية التي كن يواجهنها في مرحلة المراهقة، حتى بعد دخولهن سن الثلاثين أو الأربعين.
خامسًا حدوث الحمل
يُعتبر الحمل من النتائج الطبيعية المحتملة بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل، خاصةً إذا لم يتم اعتماد وسائل منع حمل أخرى،قد يحدث الحمل في وقت مبكر أو يمتد إلى عدة أشهر بعد ترك الحبوب.
سادسًا التقلصات العضلية
تُعتبر التقلصات العضلية، وخاصة في منطقة البطن والحوض، من الأعراض الشائعة التي تعاني منها المرأة بعد ترك حبوب منع الحمل، ويمكن أن تكون هذه التقلصات نتيجة عودة الدورة الشهرية الطبيعية.
سابعًا عودة الرغبة الجنسية
بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل، قد تلاحظ بعض النساء في الرغبة الجنسية، حيث تشير الدراسات إلى أن هذه الرغبة قد ترتفع لدى حوالي 15% من النساء.
ثامنًا زوال الصداع
بعض النساء يعانين من الصداع كأثر جانبي لتناول حبوب منع الحمل، ومن المحتمل أن يختفي هذا الصداع بمجرد التوقف عن تناول الحبوب.
تاسعًا تغير في حجم الثديين
تؤدي بعض هرمونات حبوب منع الحمل إلى حجم الثديين،ومع التوقف عن تناول هذه الحبوب، يعود حجم الثديين غالبًا إلى حجمهما الطبيعي.
عاشرًا ظهور بعض البثور
قد تعمل حبوب منع الحمل على علاج حب الشباب، لذا من المحتمل حدوث عودة لهذه المشكلة بعد التوقف عن تناولها، مما يتطلب العناية بالبشرة لضمان عدم تفاقم الأعراض.
الحادي عشر قلة نسبة الوقاية من بعض أنواع السرطانات
تتمتع حبوب منع الحمل بميزة وقائية ضد بعض أنواع السرطانات، مثل سرطان المبايض وسرطان بطانة الرحم،لكن بعد التوقف عن تناولها، قد تقل هذه الحماية بمرور الوقت، ومع ذلك تستمر بعض فوائد الحماية لفترة محدودة.
الثاني عشر حدوث آلام في التبويض
توقف حبوب منع الحمل يؤدي إلى عودة عملية التبويض، مما قد يسبب ظهور تقلصات خفيفة وآلام في جانب واحد من الحوض عند إطلاق البويضة، وقد يُلاحظ أيضًا في الإفرازات المهبلية.
الأعراض الخاصة بالخصوبة
تشير الدراسات إلى أن
- لا يحدث تأخير كبير في عودة الخصوبة بعد التوقف عن تناول الحبوب.
- حبوب منع الحمل لا تؤثر على الخصوبة على المدى الطويل.
- المدة الزمنية التي تم خلالها استخدام الحبوب لا تعتبر مؤشراً كبيراً لتحديد الخصوبة.
وجدت إحدى الدراسات أن 98.8% من النساء اللواتي توقفن عن استخدام حبوب لمنع الحمل بدأوا بالتبويض في غضون 90 يوماً،بينما تشير دراسات أخرى إلى أن 52% من النساء اللواتي توقفت عن تناول حبوب منع الحمل حملن في غضون ثلاثة أشهر.
متى يجب ترك حبوب منع الحمل
يمكن للمرأة التوقف عن تناول الحبوب في أي وقت، ولكن يُفضل القيام بذلك بعد الانتهاء من العبوة لتفادي النزيف غير المنتظم،يجب أيضًا الحرص على التوقف عن تناول الحبوب إذا كنت تعاني من أمراض معينة مثل ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في القلوب.
التوقف عن تناول حبوب منع الحمل بغرض حدوث الحمل
ينصح الأطباء بالاعتماد على وسائل منع حمل غير هرمونية لمدة 3 أشهر بعد التوقف عن حبوب منع الحمل قبل محاولة الحمل، وذلك لتعويض الجسم بالفيتامينات اللازمة مثل فيتامين ب وحمض الفوليك لتجنب العيوب الخلقية.
تعتبر فرص الحمل بتوأم أكبر خلال الأشهر الأولى بعد التوقف عن حبوب منع الحمل، حيث تصبح المبايض أكثر نشاطًا لإنتاج بويضتين.
في الختام، تغطي الأعراض المختلفة التي قد تظهر بعد ترك حبوب منع الحمل مجموعة متنوعة من التغيرات التي تؤثر على الجسم،من المهم الاستعداد لهذه التغيرات وفهم العوامل المتعلقة بها، إلى جانب استشارة الأطباء في حال استمرار الأعراض الخطيرة أو المقلقة،فهم هذه الأعراض وما يرتبط بها من آثار صحية يعد خطوة هامة نحو اتخاذ قرارات مستنيرة حول الصحة الإنجابية.