أسعار النفط تنخفض بينما تتأصل التوترات الجيوسياسية

أسعار النفط تنخفض بينما تتأصل التوترات الجيوسياسية

وهي مستمرة في الانخفاض بينما تظل توترات الحرب بين إيران والعراق متجذرة في الواقع. مما لا شك فيه أن هناك مجموعتين من المتداولين تتسبب حاليًا في تحرك الأسعار. أحدهما يدفع الأسعار إلى الارتفاع بسبب أي أخبار متعلقة بالحرب، في حين أن الآخرين يتخذون وجهة نظر أكثر تحفظا، بعد أن رأوا هذه السيناريوهات مرارا وتكرارا، مما أدى إلى انخفاض الأسعار. ويبقى السؤال للتجار متى ستهاجم إسرائيل إيران هل ستشمل الهجمات أي حقول نفطية، إذ سيؤثر ذلك فعلاً على المعادلات النفطية

خلفية

وشهدت أسعار النفط تحركات متقلبة في الأشهر الأخيرة منذ بدء الهجمات الأولية.

وكان التجار في حالة دائمة من الترقب، خاصة بعد أن أدت الهجمات الانتقامية الإيرانية الأخيرة على الأراضي الإسرائيلية إلى تغيير الديناميكية بشكل كبير، حيث كانت هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها صواريخ إيرانية تهبط في إسرائيل. ومنذ ذلك الحين، وصلت التوترات إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق ويعتقد المتداولون أن الوضع قد يخرج عن نطاق السيطرة في أي وقت. وكانت التوقعات تشير إلى أن إسرائيل ستشن هجمات أكثر قوة، لكن حقيقة أن إسرائيل كانت لا تزال في مرحلة التخطيط جعلت التجار يشعرون بالتوتر.

الحرب وتأثيرها على الأسعار

ارتفعت أسعار النفط يوم أمس مع انتشار أنباء عن احتمال قيام إسرائيل بمهاجمة موارد الطاقة الإيرانية.

جاء ذلك على الرغم من نصيحة الرئيس بايدن لإسرائيل بعدم استهداف أي موارد للطاقة، إذ قد تكون لهذه الخطوة تداعيات أوسع على الاقتصاد العالمي، خاصة في الولايات المتحدة، حيث تقترب الانتخابات. يشعر التجار بالقلق من أن أي هجوم من جانب إسرائيل على موارد الطاقة الإيرانية يمكن أن يتسبب في ارتفاع كبير في *أسعار النفط* العالمية. وقد تسببت حالة عدم اليقين هذه في السوق في تقلب أسعار النفط حيث يدرس المستثمرون العواقب المحتملة لمثل هذا الهجوم. مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يراقب المتداولون الوضع عن كثب ويستعدون لأي تقلبات قد تنشأ في السوق.

تقلبات الأسعار

ورغم أن التحركات الصعودية في أسعار النفط الخام وبرنت لم تدم طويلا، إلا أن أسعار برنت تجاوزت مستوى 80 دولارا للبرميل. لكن الأسعار اليوم تبتعد كثيراً عن تلك المستويات، حيث تقترب أسعار خام برنت من 78 دولاراً، وتقترب أسعار النفط الخام من مستوى 74 دولاراً. ويعد هذا التقلب في أسعار النفط بمثابة تذكير دائم بالطبيعة الهشة لسوق الطاقة العالمية. ويستعد المستثمرون لأي تغيرات مفاجئة في العرض والطلب قد تنجم عن التوترات الجيوسياسية. ومع استمرار حالة عدم اليقين، يظل المشاركون في السوق يقظين ويقومون بتعديل استراتيجياتهم للتعامل مع المشهد غير المستقر لسوق النفط.

وجهات النظر الفنية والأساسية

من الناحية الفنية، تستمر أسعار النفط الخام في التداول تحت المتوسط ​​المتحرك 200 يوم على الإطار الزمني اليومي، وهو ما يشكل مصدر قلق للمستثمرين الصعوديين، الذين يعتقدون اعتقادًا راسخًا أنه إذا ارتفعت الأسعار، فيجب أن نرى الأسعار تتجاوز هذا المتوسط. بينما يرى المتداولون الهبوطيون أن الأسعار ستظل على الأرجح تحت سيطرتهم ما لم تخترق مستوى 80 دولارًا.

في الأساس، تستمر التوترات الحالية في الشرق الأوسط واحتمال انقطاع إمدادات النفط في إبقاء المشاركين في السوق في حالة من التوتر. كما أدى اتفاق أوبك + الأخير لزيادة مستويات الإنتاج تدريجياً إلى زيادة حالة عدم اليقين المحيطة بحركة الأسعار في المستقبل.

خاتمة

لا تزال أسعار النفط متقلبة، مما يجعلها موضوعًا مثيرًا للاهتمام في الأسواق. مع وجود مجموعة متنوعة من العوامل المؤثرة، من المهم للمتداولين البقاء على اطلاع بالتطورات والتكيف مع الظروف المتغيرة. ومع احتدام الوضع يبقى السؤال كيف ستؤثر هذه التطورات على *أسعار النفط* في الأيام المقبلة إن متابعة الأخبار والتحليل الدقيق يمكن أن يساعد المتداولين على اتخاذ قرارات استثمارية أفضل وضمان حماية أموالهم في الأوقات الصعبة.