تواجه العديد من الأمهات قلقًا حيال عدم حبو أطفالهن في الشهر التاسع، ويتساءلن عما إذا كان تأخر الحبو يشير إلى خطر ما،يتضمن البحث في هذا الشأن تقديم معلومات مفيدة حول مدى خطورة الوضع، بالإضافة إلى الأسباب المحتملة لتأخر زحف الطفل،وعلى الرغم من اختلافات الأفراد في لحظات النمو، يعكس هذا الموضوع أهمية فهم مؤشرات التطور الحركي لدى الأطفال وما يجب فعله إذا لم يظهر الطفل علامات الحبو في الوقت المتوقع،سنستعرض بالتفصيل كل ما يتعلق بهذا الشأن.
طفلي في الشهر التاسع ولم يحبو
وفقًا للأبحاث الطبية، يعتبر الوقت المثالي لبدء احتضان الطفل هو الفترة ما بين الشهر السابع والعاشر من عمره،يُعتبر هذا النطاق الزمني مناسبًا للطبيعة البيولوجية للنمو الحركي،تبدأ معظم الأطفال في هذه المرحلة بإظهار الاهتمام بالحركة، حيث تبدأ عملية التأرجح الذاتي كإشارة واضحة لبدء الزحف،غير أن هناك بعض الاستثناءات التي قد تثير قلق الأمهات، حيث أن بعض الأطفال قد يحتاجون لفترة زمنية أطول للوصول إلى هذه المرحلة.
يمكن أن يبدأ بعض الأطفال بالزحف مبكرًا عن الشهر السابع، بينما قد يتأخر آخرون حتى الشهر العاشر،وقد تشير التأخيرات في القدرة على الزحف إلى مشكلات تتعلق بالعضلات أو البنية الجسدية للطفل،لذلك، من الضروري مراقبة نمو الطفل بعناية وتقديم الدعم اللازم في سبيل مساعدته على الوصول إلى الإنجازات الحركية اللازمة.
قد تبرز حالات تأخر الزحف أيضًا كأحد عوامل الضعف البدني، حيث إن البنية الجسدية الضعيفة تساهم بشكل كبير في ضعف القدرات الحركية،يعد الحبو عملية حركية تعتمد بشكل كبير على قوة الأعصاب والعضلات، مما يتطلب تدخل الأم لضمان وجود الدعم المناسب لتقوية تلك العضلات.
من الجدير بالذكر أن بعض الأطفال لا يمرون بمرحلة الحبو على الإطلاق، بل ينتقلون مباشرة إلى المشي،حركات الاستناد التي تؤدي إلى المشي قد تشير إلى عدم الحاجة لمرحلة الحبو،لذا، فإنه في حالة ظهور استعداد للطفل للمشي، قد يكون عدم الحبو أمرًا طبيعيًا.
هناك أيضًا أطفال يختارون أسلوب الزحف عبر المؤخرة بدلاً من الزحف التقليدي من خلال الركب، وهذا أسلوب شائع بين الكثير من الأطفال الذي قد لا يدل بالضرورة على مشكلة،البنى الصحية الطبيعية قد تعني أن الطفل قد يباشر بالمشي بدون حاجته لمرحلة الحبو، وهو ما يقلق الأمهات في بعض الأحيان.
أسباب تأخر الحبو عند الأطفال
توجد العديد من الأسباب التي قد تؤثر على تأخر الحبو لدى الأطفال، خاصة عند بلوغهم الشهر التاسع،ومن بين هذه الأسباب نجد
1- ضعف البنيان
تعاني بعض الأطفال من ضعف في بنيتهم الجسمانية، خصوصًا في الجزء العلوي، مما يعيق قدرتهم على الحركة،إذ يمكن أن تسهم الأم في تحفيز الطفل عن طريق وضعه على بطنه، مما يساعده على تقوية عضلاته وبالتالي يسهل عليه الزحف فيما بعد.
2- ضعف عضلات الرقبة
تعتبر عضلات الرقبة من أهم العوامل التي تؤثر على قدرة الطفل على الحبو،إن عدم استطاعة الطفل على استقامة رقبته يعيق تحركه فيما يتعلق بالزحف، مما يؤثر بشكل كبير على تطورات تلك المرحلة من النمو.
3- الوزن
وزن الطفل الزائد يمثل عائقًا أمام حركته، وهذا الأمر طبيعي،حيث أن الوزن تعني أن الطفل سيحتاج إلى جهد أكبر لتأدية حركاته، مما قد يكون له تأثير كبير على تأخر الحبو.
4- مرض القدم المسطحة
يعاني بعض الأطفال من حالة القدم المسطحة، مما يؤدي إلى صعوبة في الدفع وبدء الزحف،هذا الأمر قد يؤخر المرحلة الحركية المذكورة، ولذلك يجدر بالأهل ملاحظة أي مؤشرات تبرز مثل هذه الحالة أثناء تطوير المهارات الحركية.
5- قلة إحساس الطفل
يشعر بعض الأطفال بعدم الارتياح على الأسطح المختلفة بسبب نقص الإحساس، مما قد يمنعهم من اتخاذ خطوة الحبو،لذا يُنصح بعدم استخدام الجوارب أو الأحذية لأطفالهم لضمان شعورهم بالأسطح وبالتالي يزيد ذلك من احتمال الحبو.
6- طبيعة الطفل
تسهم الطبيعة الشخصية للطفل في سلوكه تجاه الحبو،الأطفال الذين يظهرون هدوءًا وميلًا للراحة يميلون إلى التجاهل عن مرحلة الزحف، وقد ينتقلون مباشرة إلى المشي بدلاً من ذلك،كما تحتاج الأمهات إلى التعرف على السمات الشخصية لجميع أطفالهن ليتناسب ذلك مع انتظاراتهن.
مساعدة الطفل على الحبو
إذا كانت الأم قلقة بشأن عدم حبو طفلها، فإن هناك طرقًا يمكن من خلالها دعم الطفل لتحفيزه على الزحف، مثل
- نصح الأمهات بوضع الأطفال على بطونهم بشكل منتظم، للتمكن من مساعدتهم على تطوير قوة العضلات المطلوبة.
- تشجيع الطفل على الاقتراب من الأم من خلال الأحضان والحركات الجذابة، مما يدفعه لتقليد تلك الأنماط الحركية.
- تنفيذ تمارين تعزيز الحركة للطفل وتعزيز نشاطه بشكل يومي.
- توفير بيئة ملائمة تشجع الطفل على الحركة والتحرك بحرية.
- زيارة الطبيب في حالة استمرار التأخر عن الحبو لفترات طويلة، خصوصًا إذا لم يظهر على الطفل أي علامات للحركة أو المشي.
بصفة عامة، فإن تأخر الحبو لدى الأطفال في الشهر التاسع لا يعني بالضرورة مشكلة خطيرة، لكن من المهم مراقبة موقف الطفل باستمرار وتقديم المساعدة والدعم اللازمين له خلال مراحل نموه المختلفة.