شعبة البن لـ«الجمهور»: زيادة الطلب 30% في الشتاء وهذا سبب ارتفاع الأسعار عالميا
تشهد أسواق البن العالمية حالياً حالة من التوتر القوي، ويعود ذلك لتعدد العوامل التي أثرت بشكل مباشر على الأسعار،إن التغير المناخي وأثره على الإنتاج، لا سيما في دول مثل البرازيل التي تُعتبر أكبر منتج عالمي للبن، يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار الأسعار في الأسواق المحلية والعالمية،إذ يعد البن من المحاصيل الأساسية التي تستقطب اهتمام المستهلكين والأسواق، مما يجعل تسليط الضوء على تأثيرات هذه الظروف من الأمور الضرورية لفهم الوضع الراهن.
تأثير التغيرات المناخية على سوق البن
صرح حسن فوزي، رئيس غرفة القاهرة التجارية، بأن سوق البن العالمي يعاني من تقلبات حادة مرتبطة بالظروف المناخية السيئة،حيث أدت هذه التغيرات إلى انخفاض الإنتاج في البرازيل، ما انعكس بصورة واضحة على الأسعار التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا إلى أعلى مستوياتها منذ 16 عامًا،يتضح أن الاضطرابات في الإنتاج البرازيلي تؤثر بشكل كبير على العرض والطلب، مما يؤدي إلى عدم استقرار الأسعار في الأسواق العالمية.
استقرار السوق المحلي
رغم الارتفاعات العالمية، لا يزال السوق المحلي في مصر مستقرًا بفضل وفرة المخزون المتاح،حيث تبلغ أسعار البن السادة في السوق المحلي حاليًا حوالي 480 جنيهًا للكيلو، بينما يصل سعر البن المحوج إلى حوالي 600 جنيه للكيلو،ويؤكد رئيس شعبة البن أن أي تغييرات محلية في الأسعار ستكون مرتبطة حتمًا بتطورات الأسعار العالمية والمخزون المتوفر لدى التجار.
الطلب في فصل الشتاء
يعتبر فصل الشتاء من الفترات التي تشهد كبيرة في الطلب على البن، حيث يرتفع الاستهلاك بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بفصل الصيف،تستهلك مصر حوالي 80 ألف طن من البن سنويًا، وتمثل الاستيرادات من دول مثل إندونيسيا وفيتنام والبرازيل والهند وإثيوبيا النسبة الكبرى من هذه الكمية،هذا الطلب المتزايد قد يؤدي إلى استنزاف المخزون المحلي، مما يتطلب تحليل دقيق للتوجهات المستقبلية.
أسباب ارتفاع الأسعار العالمية
تعود ال الأخيرة في أسعار البن العالمية، والتي بلغت 15%، إلى عدة عوامل رئيسية،من أهمها التغيرات المناخية التي أثرّت على المحاصيل البرازيلية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الحبهان، المستخدم في تحضير البن المحوج،كما ساهمت التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر في ارتفاع تكاليف الشحن، مما زاد على كاهل التجار والمستهلكين،ويتراوح سعر طن البن عالميًا بين 5500 و7500 دولار، مما يظهر تأثير هذه العوامل بشكل مباشر على الأسعار النهائية للمستهلك.
توقعات الأسعار في المستقبل
تشير التقديرات إلى أن بداية العام الجديد قد تشهد تغييرات ملحوظة في الأسعار المحلية، مع الأخذ في الاعتبار تطورات أسعار البورصة العالمية ومستويات المخزون المحلي،من المهم للمستهلكين الالتزام بترشيد الاستهلاك ومتابعة حركة السوق عن كثب، خاصةً في ظل التغيرات المحتملة،كما أن التنسيق بين التجار والجهات الحكومية يلعب دورًا حيويًا لضمان استقرار الأسعار وتوافر المنتج في السوق خلال الفترة المقبلة.
ختامًا، يبقى سوق البن محاطًا بالتحديات، إلا أن تحليل الأحداث واتباع استراتيجيات مناسبة يمكن أن يساعد الطرفين، سواء التجار أو المستهلكين، في التعامل مع هذه التغيرات بشكل أفضل،يعتبر الاحتياج لتنسيق الجهود ووعي المستهلكين من العوامل الأساسية التي تساهم في استقرار السوق وضمان توفر المنتج بأسعار معقولة،انطلاقًا من هذه المعطيات، فإن الاهتمام الدائم بتطورات السوق يُعتبر ضرورة حيوية في مواجهة التغيرات الاقتصادية والمناخية.